ليس من المبالغة القول إنه منذ تأسيس “أيباك” عام 1953 لم تعد الولايات المتحدة ملكًا للأمريكيين، ولم تعد قادرة على اتخاذ قرارها بنفسها، وأصبحت مقدرات الشعب الأمريكي تذهب لدعم إسرائيل ومصالحها.
ماجدة ملاوي
ماجستير في الإعلام من الجامعة الأردنية
الجديد من الكاتب
تدفق المحتوى
ولأن “الأونروا” تعد آخر ورقة يتشبث بها الفلسطينيون المهجرون سواء داخل وطنهم أو خارجه لإثبات وجودهم وحقهم في العودة، سعت أيادي الصهاينة لانتزاع هذه الورقة وتجفيفها.
قبل الحرب على غزة ألصقت تهمة التفاهة بالجيل الصاعد وأطلق عليه جيل “التيك توك”، ولا سيما في دول الغرب، لكن ما يحدث الآن نسف كل هذه التهم عن هذا الجيل.
هذه التصريحات الخطيرة، وفي هذا الوقت بالذات، ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي حسمت مبدئيًّا بين ترمب وبايدن، لم تأت جزافًا.
إن غزة فتحت أبواب الجحيم على دولة الاحتلال، إذ ظل موضوع تجنيد الحريديم خطًا أحمرَ يصعب تجاوزه للحكومات الإسرائيلية لما تمثله هذه الطائفة من نفوذ كبير.
نتنياهو الذي يشبه الدمية بيد بن غفير لا يملك إلا أن يطأطئ رأسه بالموافقة، رغم أن من يعارضون القرار يتخوفون من اضطرار إسرائيل إلى فتح جبهة جديدة في حال تفجر الأوضاع ونقل عدد من فرق الجيش من غزة.
مشهد المجاعة في غزة الذي أصبح يتفاقم، ليس عبثيًّا، نحن أمام تكتيك خطط له الكيان الصهيوني ببراعة منذ بداية الحرب، إذ نفذ نتيناهو حرفيًّا ما نادت به أمهات أحد الأسرى الصهاينة لدى حماس.
رغم أنف القصف والدمار وخروج العديد من المستشفيات من الخدمة، رزقت غزة بأكثر من عشرين ألف مولود منذ السابع من أكتوبر وفقًا لتقارير اليونيسيف.
ليس من باب الصدفة أن يستخدم فريق الدفاع عن دولة الاحتلال في محكمة لاهاي لفظ محرقة السابع من أكتوبر، كما سبق أن أطلق الصهاينة على جرائم النازيين في حقهم محرقة اليهود أو الهولكوست.
لعل ما أوجد هذه الهيمنة الأمريكية على دول أوروبا التي يصعب الفكاك منها في القريب المنظور على الأقل، هو استغلال أمريكا للضعف الذي خرجت به دول أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية.